هرع الزوج الشاب تسابق قدميه الرياح فوق سلم المنزل،
تعلو وجهه علامات الخزي والعار، وتلاحقه نظرات ابن خالته يشوبها دهشة من
هول المشهد الذي وقعت عيناهما عليه.
وبخطوات سريعة هرول مسرعاً متجها إلى منزله، للانتقام
والثأر لكرامته التي أهدرت، بينما رأسه مثقلة بالتساؤلات، وتتسارع الأفكار
فيها مابين كيفية الانتقام وقضاء ما تبقى من حياته خلف أسوار السجن أو
الإعدام، أم هل عقاب السماء، أم هي صدفة كشفت عن خيانة تبرأ منها الشيطان.
خيم دخان السجائر المحشوة بالحشيش على أضواء الغرفة
الخافتة، بينما يتجرع الزوج الشاب وابن خالته كئوس «البيرة» وسط بهجة
وسعادة أثناء مشاهدتهما لأحد المواقع الإباحية، نزلت المفاجأة على رأسيهما
كالصاعقة عندما وقعت عيناهما على زوجة الشاب وهي في أحضان أحد الأشخاص.
زاغت أعينهما واقتربا ببطء، وريبة من شاشة
الكمبيوتر، غير مصدقين ما تراه أعينهما، وبيد مرتعشة يحاول الزوج التنصت
إلى الصوت، وهو يشير زرار انحفاض وارتفاع الصوت، وبحركة لا إرادية ينطلق في
الجري بسرعة الصاروخ، بينما يقف ابن الخالة الذي توقفت الكلمات في حلقه
متابعاً، علت صرخات الزوجة، التي اتهمته بالجنون، وتدخل الجيران الذين علت
وجههم الدهشة من هول اتهامات الزوج لها، تطلب منهم الاستغاثة وطرده بعد
الفضيحة التي ستلحق بها.
عاد الزوج الشاب إلى ابن خالته حاملاً في يده "سي دي"
ليقوم بنسخ المشهد لإثبات صحة الواقعة، ولكن عندما عاد كانت قد تمكنت
الزوجة من الهرب، توجه الزوج إلى نيابة إمبابة وقام بتحرير محضر بالواقعة
متهما الزوجة الهاربة بـ"الزنا"، وقدم لوكيل النائب العام "السي دي" دليل
الإدانة.
وتقرر ضبط وإحضار الزوجة الهاربة، وعرض الـ "سي دي" على المعامل الفنية المتخصصة لفحصه والوقوف على صحة الواقعة.