مرشحون أقوياء لهم كاريزما وتاريخ من المحتمل أن ينال أحدهم هذا المنصب الذي يعتبر أخطر وأكبر منصب داخل الحركة.
ولكن ما هي المعايير التي سيتم أخذها بعين الاعتبار لاختيار رئيس المكتب السياسي، ومن هي الجهة التي ستختار الرئيس؟
أكد القيادي عيسى النشار، أحد مؤسسي حركة حماس، أن الشهر القادم سيشهد إجراء الانتخابات الداخلية لحركة حماس، لافتاً إلى أنه سيخرج من يمثل الحركة على كافة المستويات سواء القيادية أو السياسية.
وأوضح النشار أن الذي سيتولى منصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لابد أن يكون رجل سياسة، ولديه القدرة على التعامل مع كافة المتغيرات، والتعامل مع الحكومات والأطراف المختلفة سواء أكانت صديقة أو غير صديقة، وأن يلتزم بنظام الحركة وأدبياتها وميثاقها.
وفيما يتعلق باللوائح الداخلية للحركة، أشار النشار إلى أنها تشترط على أن يكون المرشح من العناصر الأولية للحركة، موضحاً أنه يتم الانتخاب من النقباء ومديري المناطق ومجالس شورى، لافتاً إلى أن مجالس الشورى مقسمة إلى ثلاث مناطق وهي قطاع غزة والضفة الغربية والشتات.
وفي السياق، قال النشار: "هناك تسلسل في عملية الانتخاب، حيث تبدأ من النقيب ثم الرقيب، فلابد أن يكون هناك مواصفات معينة من حيث السن و الالتزام بلوائح الحركة، فكل له مواصفات".
وفيما يتعلق برئيس المكتب السياسي للحركة الأستاذ خالد مشعل، أوضح النشار أنه بعد انتخاب رئيس جديد للحركة، فلن يترك لوحده، مشيراً إلى أنه سيكون له موقعه في الحركة، وسيبقى رمزاً من رموزها، وسيكون له ملفات كبيرة وفي مواقع متقدمة، منوهاً إلى أن الانتخابات متعلقة في الحركة، فكل من هو منتمٍ لها سواء أكان عسكرياً أو سياسياً سيشارك في الانتخابات.
بدوره، أكد المحلل السياسي إبراهيم المدهون، أن الانتخابات الداخلية لحركة حماس اقتربت لأن الدورة الانتخابية حان موعدها، مشيراً إلى أن الاجتماع الأخير لمجلس الشورى للحركة كان في عام 2013 زمن الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وكان الاختيار للسيد خالد مشعل ونائبه إسماعيل هنية، كما أفرز قيادات كبيرة.
واعتبر المدهون أن الانتخابات الداخلية لحماس هي سلوك دوري، يهدف إلى تعزيز المؤسسات داخل الحركة، مشيراً إلى أن الانتخابات لا تقتصر الانتخاب على قيادات حركة حماس وعلى الأقطاب السياسية، بل الدعوية والمناطق.
وفي السياق، قال المدهون: "حركة حماس في الأساس تقوم على الانتخابات وتفريز مجالس شورى في المناطق، وهم يختارون بعد ذلك القيادة الدعوية والسياسية، وبالتالي فإن ما يميز حركة حماس أن الانتخابات فيها تسير بسهولة وبآلية منتظمة وتعطي الحق للجميع لتقديم نفسه، فلا يوجد فيها تنافس داخلي أو دعايات داخلية أو ترشح، وإنما المجلس الشورى بطريقة تخلو من المنافسة والاصطفافات الداخلية".
وأضاف: "هناك تطور دائم في سلوك حركة حماس، الملتزمة بلائحة قوانين داخلية معمول بها يعرفها كوادر الحركة، والتي لا تمنح رئيس الحركة لأكثر من دورتين متتاليتين، معتقداً أن هذا يثير التساؤل حول موقع السيد خالد مشعل في المرحلة القادمة".
وبين أن حركة حماس إذا استطاعت أن تجري هذه الانتخابات وأن تختار قياداتها، فإنها ستضرب نموذجا كلياً عن انتخابات الفصائل الأخرى، معتبراً أن اختيار رأس جديد للحركة، هو تقدم نوعي وكبير في الحياة السياسية الفلسطينية بشكل خاص والعربية بشكل عام.
ولفت المدهون إلى أن الذي يصل إلى مجلس الشورى يصبح بشكل تلقائي مرشحاً في الانتخابات، ويدخل إلى مجموعة متراكمة من الانتخابات تبدأ بالمحليات ثم الأقاليم ثم إلى أن يصل إلى مجلس الشورى، مبيناً أن هذه العملية تفرز دائماً الأصلح والأكثر فاعلية وحضوراً داخل الحركة.
وحول الشخصية المرشحة لرئيس المكتب السياسي، أشار المحلل السياسي إلى أنه ليس من السهل أن يصل أي شخص إلى منصب رئيس الحركة أو عضو مكتب سياسي، لافتاً إلى أنه يجب أن يكون له تاريخ داخلها وأن يتمتع بكاريزما وأن يكون له قبول بقواعد الحركة ومن ثم كوادرها ومن ثم قياداتها، كما يجب أن يتمتع بعلاقات وطنية ومع القوى الفلسطينية والإقليمية، ويجب أن يكون قادراً على الإمساك بزمام الأمور، وأن يكون له تجربة سابقة في أماكن مركزية للحركة، معتقداً أن هذا الأمر يتوفر في العديد من قيادات حركة حماس، إن كانوا سياسيين أو أمنيين أو دعويين، وإن كانوا معروفين أو غير معروفين إعلامياً.
وفي السياق قال: "يجب علينا أن نفرق بين الجانب السياسي والعسكري، حيث إن الجانب العسكري له منظومة مختلقة لا تقوم على الانتخابات، وإنما المراتب العسكرية، فهناك مجلس عسكري، وما ينطبق على الجيوش في الدول ينطبق على كتائب القسام التي تفرز هذه المؤسسة ووظيفتها ومسؤوليها وقائدها العام، فلا يوجد في الجيوش أي عمليات انتخابية".
وأضاف: "يمكن أن تفرز الانتخابات أي قائد في السياسة، ولكن السؤال هل بعض القيادات العسكرية قد تشارك في الانتخابات؟، نعم قد تشارك وهذه المشاركة يمكن أن تفرز بعض القيادات العسكرية إلى مناصب سياسية، مثل الشهيد أحمد الجعبري، حيث كان عضو هيئة أركان في كتائب القسام، وفي نفس الوقت تم انتخابه من قواعد الحركة ليتولى ملفاً سياسياً وهو عضو مكتب سياسي".
وتابع بقوله: "ليس شرطاً أن يخرج أحد من كتائب القسام إلا بطريقة عسكرية، فلا يتعارض لأحد القيادات العسكرية انتخابه في مواقع سياسية، ولكن لا يمكن فرضه بطريقة أو بأخرى".
ورأى المدهون، أنه من الصعب التنبؤ بالشخصية التي ستتولى منصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مشيراً إلى ان هناك مجموعة من الشخصيات المؤهلة لقيادة الحركة منهم الدكتور موسى أبو مرزوق وإسماعيل هنية واحد قيادات الضفة المعروفين، ومن القيادات غير المعروفين، ولكن ما ستفرزه هذه الانتخابات ستفرز شخصية قوية قادرة على سد الفراغ.
وقال: "شخصية السيد مشعل لن تغيب، فهي شخصية مركزية قوية وستبقى تأخذ حيزاً، فربما السيد خالد مشعل كونه أحد رموز حركة حماس ينتقل بعد ذلك كأحد رموز الشعب الفلسطيني، فيجب أن يكون داخل منظمة التحرير رموز مثل السيد إسماعيل هنية وخالد مشعل، لأن حركة حماس لم تعد الآن حاصرة نفسها في دورها الحركي، ولكن هناك شخصيات قادرة أن تكون قيادية في ملفات وطنية وسياسية".
وفي السياق ذاته، أكد المدهون أن السيد مشعل قال في وقت سابق بأنه سيكون رئيس المكتب السياسية لحركة حمساس السابق إذا لم يتم التوافق على أي صيغة، لافتاً إلى أن قوة وحضور السيد مشعل فانه لن يكون قيادياً عادياً في حركة حماس، بل سيستمر دوره المؤثر والكبير والمركزي للحركة.
ولفت إلى أنه قد يتولى مسؤولية كبرى، مشيراً إلى أن مسؤوليات حركة حماس لا تقتصر على رئيس الحركة، وإنما هناك نائباً ورئيس مجلس الشورى ورئيس العلاقات الدولية للحركة وهناك رئيس الإقليم في الخارج.
وأشار إلى أن شخصية السيد مشعل وحضوره وإدراكه وقوته وقدرته ستبوئه مكاناً كبيراً لا يقل عن رئيس المكتب السياسي.